03:18:20PM

  

أحدث المواضيع
Loading...
‏إظهار الرسائل ذات التسميات محاضرات و خطب. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات محاضرات و خطب. إظهار كافة الرسائل

تربية الضمير

مرسلة بواسطة روح و ريحان يوم الاثنين 0 التعليقات

 بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمد لله الذي أصلحَ الضمائرَ، ونقّى السرائرَ، فهدى القلبَ الحائرَ إلى طريقِ أولي البصائرِ، وأشهدُ أَنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن سيِّدَنا ونبينا محمداً عبدُ اللهِ ورسولُه، أنقى العالمينَ سريرةً وأزكاهم سيرةً، ( وعلى آله وصحبِه ومَنْ سارَ على هديهِ إلى يومِ الدينِ.

    أما بعدُ، فيا عبادَ اللهِ:    
اقتضتْ حكمةُ اللهِ تعالى أَنْ يَخلقَ الإنسانَ من عَدَمٍ في أكملِ صورةٍ وأَتَمِّ خِلْقَةٍ، ولذا خاطبَه بقولِه في محكمِ آياتِه: (( يَا أَيُّهَا الأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ، الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ، فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَك)).، وشاءتْ إرادةُ اللهِ أن يخلقَ للإنسانِ ما يتلائمُ مع ظرفِه، وينسجمُ مع حياتِه، ويتماشى مع طبيعتِه؛ فكانتِ المخلوقاتُ مِنْ حولِه أنيسَه ومَطْعَمَه، والأرضُ مِهَادَه، والسماءُ لِحافَه، والليلُ والنهارُ زمانَه، ((هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)) . ومع تكاملِ مادَّةِ الحياةِ اسْتَوْدعَ الحقُّ سبحانَه في قلبِ الإنسانِ ما يَسْتَوجِبُ الموائَمَةَ مع مَنْ حولَه ويصلحُ لهذا التكاملِ؛ فكانتِ الغريزةُ والفطرةُ والضميرُ؛ إذ بالغريزةِ يَحفظُ نوعَه بما يكفلُ استمرارَه وبقاءَه ((فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً))، وبفطرتِه يهتدي إلى التوحيدِ ويستجيبُ لبواعثِ الإيمانِ ((فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ))، وبالضميرِ الحيِّ اليقظِ يندفعُ نحوَ الطريقِ القويمِ والعملِ الراشدِ (( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا)) .   
     عبادَ اللهِ : إنَّ الضميرَ هو مستودعُ السرِّ الذي يكتمُه القلبُ، والخاطرُ الذي يسكنُ النفسَ؛ فيُضيءُ ظلمتَها ويُنيرُ جوانبَها، وهو القوةُ التي تدفعُ نحوَ فعلِ الخيراتِ وتركِ المنكراتِ وحبِّ الصالحاتِ، وهو سببُ تسميةِ النفسِ باللوامَّةِ، كما قالَ الحقُّ سبحانه: (( لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ)) ، والضميرُ هو الرادعُ عنِ المعاصي والآثامِ الذي يُجَنّبُكَ مقاربتَها ويُثنيكَ عن تكرارِها؛ فقد وصَفَ اللهُ عبادَه المتقينَ فقالَ: ((وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ))  ، ولذلكَ ضَربَ اللهُ مثلاً لذلكَ بيوسفَ -عليه السلامُ- حينما حجَزَهُ ضميرُه عن الانجرافِ وراءَ الهوى وقال: (( مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ))  ، فأكرمْ بهِ وبسلسلتِه الشريفةِ. إنَّ الضميرَ يُنجي صاحِبَه منَ المهالكِ، ويُبعدُه عَنْ شرِّ المسالكِ، ومن صفاتِ الضميرِ المؤمنِ أَنّ صاحِبَه دائمُ التذكّرِ فإذا همَّ بأمرِ سوءٍ ارتدعَ وانزجرَ، وابتعدَ عن المعاصي وأدبَرَ، يقولُ اللهُ تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ))، ولذلك وُصِفَ الضميرُ الصالحُ بالحيِّ اليقظِ فهو حيٌّ ما دامَ نورُه وهَّاجَاً؛ فكانت نفسُه لوَّامةً، ووُصِفَ الضميرُ الطالحُ بالميِّتِ متى ما انطفأَ نورُه فكانتْ نفسُه أمَّارةً.
    عبادَ اللهِ :  يتأثَّرُ الضميرُ الإنسانيُّ بما تتأثرُ به النفسُ؛ فيتضائلُ ويقلُّ قدرُه ويخبو نورُه إذا انجرفت النفسُ وراءَ وساوسِها ((وَلَقَدْ خَلَقْنَا الأِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ))، واتبعَت همزاتِ الشياطينِ وإغواءَهم (( وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ )) ، وانساقتْ وراءَ ضلالتِها ((فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا)). وكانت رَهْنَ هواها ((إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ)) ، فاختلَّ ضميرُها وضعُفَتْ قوّتُه وصارَ الإنسانُ عبداً لشهواتِه يَرَى الباطلَ حقَّا والشرَّ خيرا، لا يردعُهُ رادعٌ ولا يحجُزُه حاجزٌ، ولذلكَ قيلَ: "مَنْ توهَّمَ أنَّ لهُ عدواً أعدى من نفسِهِ قلَّتْ مَعْرِفَتُه بنفسِه"، وقد يسمو الضميرُ -عبادَ اللهِ- ويعلو قدرُه ويزيدُ ضياؤُه إذا خالفتْ نفسُهُ هواها فيما لا ينفعُها، يقولُ الحقُّ سبحانه: ((وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى))، وصارَعَتْ وسوسَةَ شياطينِ الجنِ والأنسِ ((وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ))، وانكبَّتْ على الباقياتِ الصالحاتِ ((قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ)) ، حينَها يقوى الضميرُ وتُضَاءُ جنباتُ النفسِ وتَخْصُبُ أرضُهَا؛ فيكونُ مِنْ ثمرِهَا صدقُ صاحِبِها وأمانَتُه، ومروَءتُه وإخلاصُه وعِفَّتُه، ((قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا)).
   فاتقوا اللهَ –عبادَ اللهِ-، وأصلحوا نفوسَكم تحيا ضمائرُكم، وتُختَم بالصالحاتِ أعمالُكم.
  أقُولُ قَوْلي هَذَا   وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ   لي وَلَكُمْ،   فَاسْتغْفِرُوهُ   يَغْفِرْ لَكُمْ    إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ،  وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ   إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ.

الخطبة الثانية

   الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِيْنَ، وَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ إِمَامُ الأَنبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ، وَأَفْضَلُ خَلْقِ اللهِ أَجْمَعِيْنَ، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِيْنَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.
    أَمَّا بَعْدُ؛ فَيَا عِبَادَ اللهِ :
    إن الضميرَ كالطفلِ فما دُمْتَ تُغَذِّيه بالغذاءِ الصالحِ ينمو ويقوَى، أما إذا أهملْتَه فإنه يَضْمرُ ويَضْعُفُ، وضمورُه دمارٌ لصاحبِه في الدنيا والآخرةِ؛ إذ بغيابِه يزولُ الرقيبُ الذي يوجِّهُك إلى الخيرِ ويدفعُك إلى البرِّ ويُقْصِرُ خطاكَ عن الشرِّ ويَحْمِيكَ من ضَلالِ النفسِ. ونموُّ الضميرِ يكونُ بالدوامِ على الأعمالِ الصالحةِ وتحرِّي صنائعِ المعروفِ والبحثِ عن جوانبِ الخيرِ في نفسِكَ ((مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ))، كما ينمو الضميرُ ويترَبَّى مِنْ خلالِ ترطيبِ اللسانِ بذكرِ اللهِ تعالى والمحافظةِ على العباداتِ؛ حتى تكونَ النفسُ مطمئنةً في كلِّ حينٍ والضميرُ يَقِظاً في كلِّ حالٍ (( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي)).
   فاتقوا اللهَ -عبادَ اللهِ-، واعلموا أنَّكم مُقبلون على عامِكمُ الهجريِّ الجديدِ؛ فاستقبلوه بضمائِرَ نقيّةٍ وقلوبٍ صافيةٍ وعقولٍ واعيةٍ وأَنْفُسٍ زَكِيَّة، ورَبُّوا ضمائرَكم على عَمَلِ الخيرِ والبعدِ عن كلِّ أذىً وشَرٍّ؛ فبذلكَ تأنسُونَ بِقُرْبِ ضَمِيرِكم منكم، وصُحْبَتِهِ مَعَكم.
   هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْماً: (( إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا )) .
   اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، فِي العَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَنْ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
   اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعاً مَرْحُوْماً، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقاً مَعْصُوْماً، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْماً.   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى.   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَاناً صَادِقاً ذَاكِراً، وَقَلْباً خَاشِعاً مُنِيْباً، وَعَمَلاً صَالِحاً زَاكِياً، وَعِلْماً نَافِعاً رَافِعاً، وَإِيْمَاناً رَاسِخاً ثَابِتاً، وَيَقِيْناً صَادِقاً خَالِصاً، وَرِزْقاً حَلاَلاً طَيِّباً وَاسِعاً، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.   اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجمع كلمتهم عَلَى الحق، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظالمين، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعَبادك أجمعين.  
اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا.  
اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِيْنَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ.   
اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوْعِنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.  
رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. 
رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ. رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ.
 اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ.
 عِبَادَ اللهِ :(( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ ))
كتب قسم الخطب بدائرة الائمة والخطباء

شارك الموضوع


أمانة المال و الاولاد

مرسلة بواسطة روح و ريحان يوم 0 التعليقات

أمانة المال و الاولاد

الخطبة الأولى

     الحمد لله رب العالمين يبتلي بالأموال والأولاد من يشاء من خلقه ليتبين بذلك الشاكر القائم بالأمانة ممن يضيعها قال الله سبحانه وتعالى: (أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ)، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يوفق من شاء إلى أداء الأمانة والنصيحة فيما حمَّل، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير قدوة وأحسن أسوة، وسلم تسليما كثيرا، أما بعد:
      أيُّها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الله حمَّلكم أمانة الأموال والأولاد وهما حمل ثقيل، ولكن من وفقه الله وأعانه خف عليه ذلك وقام بحقه ونجا من مسئوليته أمام الله سبحانه وتعالى، وهذا يحتاج إلى جهد، ويحتاج إلى اهتمام، ويحتاج إلى نية صالحة، فهؤلاء الأولاد أمانة في أعناق والديهم منذٌ نشأتهم إلى أن يبلغوا الرشد، وهم أمانة في أعناق أبائهم وأمهاتهم حتى يؤدوها ويسلموا من تبعتها، وإلا فإنهم يكونون ممن قال الله تعالى فيهم: (فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ)، 
وقال سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ) ليس معنى ذلك أنك تترك الأموال والأولاد لتسلم من شرهم، ولا أن تدعو بالله بأن لا يرزقك مالا ولا ولدلا ليس هذا هو المقصود، ولكن المقصود أن تسأل الله الذرية الطيبة الصالحة كما قال زكريا عليه السلام: (رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ)، وقال إبراهيم السلام: (رَبِّ هَبْ لِي مِنْ الصَّالِحِينَ)، لاشك أن الأولاد والأموال إنهما حمل ثقيل إلا من سهله الله عليه على حمله ونجا من مسئوليته وإلا فإنهما حمل ثقيل على الإنسان قال صلى الله عليه وسلم: كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ يعني: على الدين والصلاح في أصله وفطرته، كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ ولم يقل أو يسلمانه لأن الإسلام هو الأصل وإنما التربية هي التي تحرف عن ألإسلام التربية السيئة هي التي تحرف المولود عن الإسلام وهي تكون على يد الوالدين، لأن الولد بيد الوالدين إلى أن يبلغ الرشد وهو تحت أيديهما فإما أن يحافظ على فطرته السليمة وينمينها على الخير والطاعة وإما أن يصرفاه عن فطرته إلى اليهودية أو إلى النصرانية أو إلى المجوسية، فالوالدان يربيان الأولاد بلا شك إما على الخير وإما على الشر ليس معنى التربية أن توفر للأولاد المال والمأكل والمشارب والملابس والسيارات الفارهة وتضن أنك بذلك أديت حقهما وربيتهما؛ ولكن المراد بالتربية الدينية، التربية على الخير، على الأخلاق على حسن السلوك، على ملازمة الخير، على الصلاة: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى)، 
وقال عن إسماعيل عليه السلام: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً* وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً)،
 قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) فأنقذ نفسك من هذه النار بتقوى الله وأنقذ أولادك من هذه النار بالتربية الصالحة على الإسلام، وعلى الدين، وعلى الأخلاق الفاضلة وإلا فإنك تكون خائنا لأمانتك وما حمَّلت.
      إننا في هذه الأيام في أيام بدأ الفصل الثاني من الدراسة يهتم الآباء بتوجيه أولادهم نحو المدارس، وهذا شيء لا يلومون عليه هذا شيء طيب، ولكن الأمر لا يقتصر على ذلك قبل ذلك، لماذا لا يوجهون أولادهم إلى المساجد؟ لماذا لا يستصحبون معهم يتركونهم في الشوارع مع الأشرار يتركونهم ولا يدرون أين يذهبون؟ أين الرعاية؟ النبي صلى الله عليه وسلم قال: كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وصاحب البيت رَاعٍ فِي بيته ومَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، فكما توجه أولادك للمدارس وجهم للمساجد قبل ذلك وداوم على ذلك كما قال صلى الله عليه وسلم: مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ لسَبْعِ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لعَشْرِ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ فأمركم أن تأمروهم بالصلاة إذا ميزوا وبلوغ سن التمييز، فإذا قاربوا البلوغ فإذا رأيتم منهم تكاسلا على الصلاة فضربوهم وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لعَشْرِ ولا يكفي هذا بل أيضا راقبوهم في المضاجع، في منامهم: وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ بأن تبعدوا بعضهم عن بعض خشية الفتنة فأنت مسئول عن أولادك في يقظتهم وفي نومهم أنت مسئول عنهم محمل أمانتهم.
     ثم أيها المدرسون أنتم عليكم أمانة فالآباء سلموكم أولادهم ووجوههم إليكم فصاروا حتى مسئوليتكم في المدارس علموهم ما ينفعهم راقبوهم في أخلاقهم وفي سلوكهم، أشرحوا لهم المقررات وبينوها لهم في الفقه، في التوحيد، في النحو، في غير ذلك حرفا حرفا، لا تترك من المقرر شيئا، لا تتساهل فيه فإنه أمانة حملتها لا تصرفهم إلى القيل والقال وإلى الأفكار السيئة، أين ذهب فلان؟ وأين جاء فلان؟ وكيف كان حال فلان؟ إلى آخره، أنت مسئول عن أمانة تعليمهم وتوجيههم، لا تحرفهم عن الحق تلقنهم الأفكار السيئة، تورث العداوة بينهم وبين الناس، فلان فيه كذا وفلان فيه كذا هذا ليس من مسئوليتك، مسئوليتك أن تقوم بشرح هذا الدرس وتبينه لهم وسؤالهم عنه حتى يفهموه وإذا رأيت من أحد منهم تكاسلا أو إهمالا فإنك توجهه إلى الرجوع إلى دراسته وحفظ وقته وعدم الانشغال بغير ذلك، فهو من حين يدخل المدرسة إلى أن يخرج منها وهو تحت مسئوليتك، أنت المسئول عنه.
     ثم أنت أيها الوالد تابع أولادك خارج البيت، أين ذهبوا؟ من يجلسون معه؟ أسأل المدرسين والمسئولين عن المدارس عن سلوك ولدك وعن توجهاته وعن جلسائه، أسألهم تابعه خارج البيت فإنه ما يزال تحت مسئوليتك في البيت وخارج البيت، وهذه مسئولية عظيمة وثقيلة بلا شك؛ ولكن الله يعينك عليها إذا صدقت نيتك ثم الوالد إذا عرف منك الحزم وعرف منك أنك تتابعه فإنه يأخذ حذره ويتجه إلى ما وجه إليه، أما إذا عرف انك لا تسأل عنه ولا تدري عنه فإنه يضيع بين البيت والمدرسة، هناك من يتخطفون الأطفال وينشرون بينهم الدخان والمخدرات والمسكرات ويلقونهم الأفكار السيئة وقد يكون هذا في المدرسة وخارج المدرسة فأنت المسئول عنهم، أنت أبوهم أنت المسئول عنهم تابعهم، واختر لهم المدرسة المستقيمة بمديرها وبمعلميها وبطلابها اختر لولدك المكان المناسب فأنت مسئول عنه وفقك الله وأعانك الله، ولا تقل أنا في شغلي وهو في شغله وتذهب إلى تجارتك وإلى أموالك تنميها وتتعاهدها وتحافظ عليها ولا تحافظ على أولادك، إن تجارتك الرابحة بلا شك هم أولادك إذا قمت بتربيتهم وحسن توجيهم فهم تجارتك الحقيقية عند الله سبحانه وتعالى، وهم الذين يدعون لك بعد موتك، وهم الذين يخلفونك في أهلك وفي مالك، فإذا أصلحتهم بتربيتهم وتوجيههم صاروا خير خلف لخير سلف، أما إذا أهملتهم صاروا حسرة عليك حيا وميتا.
    فاتقوا الله عباد الله، في أولادكم قوموا بأمانتكم التي حملكم الله إياها، وإلا فإن الله سيسألكم عنها يوم القيامة: كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، بارك الله ولكم في القرآن العظيم ونفعنا بما فيه من البيان والذكر الحكيم، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

     الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليماً كثيرا.  أما بعد
أيها الناس، اعلموا أن الوقت الآن قد اختلف عن ما سبق، فكان فيما سبق كان أهل البلد لا يدرون عن أحوال البلد الآخر وما يجري فيه ولا يصل إليهم إلا أخبار بلدهم وأخبار محيطهم ومن حولهم في المكان القريب، أما الآن فاختلطت الدنيا تقاربت البلاد وصار العالم كما يقولون كأنه قرية واحدة ما يجري في أقصاه يصل إلى أقصاه، عظمة المسئولية الآن نحو الأولاد، فوجوههم وحموهم من الأفكار السيئة، احموهم من الذهاب إلى الاستراحات وإلى الرحلات إلى هنا وهناك، أحفظوهم لا تولوهم غيركم، ولا تأمنوا عليهم غيركم إلا من عرفتم فيه الصدق والأمانة والإخلاص وإلا فحافظوا عليهم وتابعوهم حتى في مضاجعهم لأن الأولاد وإن كانوا عندك إلا أن قلوبهم وأفكارهم بعيدا عنك تتابع ما ينشر في التويترات وفي ما يسمونه بالتواصل الإعلامي، بالتواصل الاجتماعي في هذه الآليات الدقيقة فهم جسمهم عندك وقلوبهم وأفكارهم تسرح وتمرح في خارج بيتك مع أصحاب هذه الأفكار، فأبعد عنهم وسائل الشر وحرص على تنقية بيتك من هذه الوسائل المدمرة، وأبعدها عنهم لا تقل إني لا أقدر عليهم تقدر عليهم لأنهم تحت مسئوليتك، ولو عرفوا منك الحزم والجد لتأدبوا معك؛ ولكن إذا عرفوا منك التساهل والتغاضي فإنهم سيتساهلون وسيدربون في طرق الشر إلا من رحم الله عز وجل.
      فاتقوا الله عباد الله، حافظوا على أولادكم، أكثر ما يحامي راعي الغنم من الذئاب فإنهم مهددون بذئاب البشر الذين هم شر من ذئاب السباع، فحافظوا عليهم وهذا شيء صعب بلا شك؛ ولكن إذا صلحت نيتك وصدقت عزيمتك أعانك الله عز وجل وسهله عليك: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ).
      فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن المسئولية عظيمة وأن الحساب دقيق وأن التبعة ثقيلة إلا من وفقه الله عز وجل وصلحت نيته وطابت سريرته فإن الله يعينه ويسدده ويسهل له أولاده يسهل الأولاد لوالدهم إذا رأوا منه الصدق والأمانة والحزم وعدم التساهل، لا تتساهل في الصغيرة قبل الكبيرة أبدا لا تتساهل فإن الشر يجر بعضه بعضا.
     واعلموا أنَّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهديَّ هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين  فإنَّ يد الله على الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار.
ثم اعلموا رحمكم الله إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك نبيَّنا محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين، الأئمةِ المهديين، أبي بكرَ، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين.
اللَّهُمَّ أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، ونصر عبادك الموحدين، واجعل هذا البلد أمنا وسائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين، اللَّهُمَّ أحفظ علينا أمننا وإيماننا واستقرارنا في أوطاننا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا، اللَّهُمَّ أصلح سلطاننا وولي علينا خيارنا وكفنا شر شرارنا، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا وقنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللَّهُمَّ كف عنا بأس الذين كفروا فأنت أشد بأسا وأشد تنكيلا، اللَّهُمَّ أردد كيدهم في نحورهم وكفنا شرورهم، اللَّهُمَّ أحفظ بلادنا وبلاد المسلمين، اللَّهُمَّ أحفظ هذه البلد آمنة مستقرة من كل سوء ومكروه ومن كل شر وفتنة وسائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين، وجعل الدائرة على المجرمين والمفسدين من الكفار والمشركين والمنافقين واليهود والنصارى والعلمانيين وسائر الكفرة، اللَّهُمَّ أجعل الدائرة عليهم، اللَّهُمَّ دمرهم بما صنعت أيديهم، اللَّهُمَّ اجعل كيدهم في نحورهم واجعل سلاحهم في صدورهم إنك على كل شيء قدير. 
      عبادَ الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)،فاذكروا الله يذكركم، واشكُروه على نعمه يزِدْكم، ولذِكْرُ الله أكبرَ، والله يعلمُ ما تصنعون.





شارك الموضوع


غزوة بدر دروس و عظات

مرسلة بواسطة روح و ريحان يوم الأربعاء 0 التعليقات
الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده، سبحانك اللهم ربي لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك، اللهم يارب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، وأشهد أن لا إلاه إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله خير نبي أرسله أرسله الله إلى العالم كله بشيرا ونذيرا، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاة وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم الدين، وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى وأحثكم على ذكره.
أما بعد فيا عباد الله،

في مثل هذا اليوم الأغر يوم الجمعة من شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم أجمعين لقتال المشركين في غزوة بدر الكبرى، وسببها أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع بعير تجارية لقريش قادمة من الشام بإشراف أبي سفيان بن حرب، فندب المسلمين إليها، ليأخذوها لقاء ماتركوا من أموالهم في مكة، فخف بعضهم لذلك وتثاقل آخرون، إذ لم يكونوا يتصورون قتالا في ذلك.

وتحسس أبوسفيان الأمر وهو في طريقه إلى مكة، فبلغه عزم المسلمين على خروجهم لأخذ العير، فأرسل ضمضم بن عمرو الغفاري إلى مكة ليخبر قريشا بالخبر ويستنفرهم للخروج محافظة على أموالهم، فبلغ الخبر قريشا فتجهزوا سراعا، وخرج كلهم قاصدين الغزو، حتى إنه لم يتخلف من أشراف قريش أحد.

وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، وكانوا فيما رواه ابن إسحاق ثلاثمائة وأربعة عشرة رجلا، وكانت إبلهم سبعين، يتعاقب على الواحدة منها اثنان أو ثلاثة من الصحابة، وهم لايعلمون من أمر قريش وخروجهم شيئا، أما أبو سفيان فقد أتيح له أن يحرز عيره، إذ سلك طريق الساحل إلى مكة وجعل ماء بدر عن يساره، وأخذ يسرع حتى أنجى عيره وتجارته من الخطر، وكان كفار قريش مابين التسعمائة والألف، وفيهم عامة زعماء المشركين.

أيها الإخوة الكرام، هذه بداية تفاصيل هذه الغزوة المباركة، وإني لن أتوقف عند سرد أحداثها المباركة مرحلة بمرحلة على أهميتها، فذلك والحمد لله متاح في محله من أمهات كتب السيرة، وأحببت أن أتوقف بكم عند أهم العظات والعبر المستخلصة من هذه الغزوة، لأنها تنطوي على دروس وعظات جليلة، كما تتضمن معجزات باهرة تتعلق بتأييد الله ونصره للمؤمنين المتمسكين بمبادئ إيمانهم المخلصين في القيام بمسؤوليات دينهم.

أول هذه الدروس، أن هذه الغزوة وقعت في السنة الثانية للهجرة وهي نفس السنة التي فرض فيها الصيام، وفي ذلك دلالة على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام لم يتخذوا شهر رمضان شهر دعة وكسل ونوم، وهذا ما تؤكده الوقائع والأحداث، حيث نجد الكثير من انتصارات المسلمين وقعت في شهر رمضان.

الدرس الثاني، أن الدافع الأصلي لخروج المسلمين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن القتال والحرب، وإنما كان الدافع قصد الاستيلاء على عير قريش القادمة من الشام، غير أن الله أراد لعباده غنيمة أكبر، ونصرا أعظم، وعملا أشرف وأكثر انسجاما مع الغاية التي ينبغي أن يستهدفها المسلم في حياته كلها، فأبعد عنهم العير التي كانوا يطلبونها، وأبدلهم بها نفيرا لم يكونوا يتوقعونه.

الدرس الثالث، عندما نتأمل كيف يجلس رسول الله إلى أصحابه ليشاورهم في الأمر الذي فوجئوا به، نجد أنه صلى الله عليه وسلم التزم بمبدأ التشاور مع أصحابه، وهكذا كان شأنه في كل أمر لانص فيه من كلام الله تعالى ومما له علاقة بالتدبير والسياسة الشرعية، ومن أجل هذا أجمع المسلمون على أن الشورى في كل مالم يثبت فيه نص ملزم فيه من كتاب أو سنة أساس تشريعي دائم لا يجوز إهماله، واتفق الفقهاء أن هذه الشورى مشروعة ولكنها ليست بملزمة، أي إن على الحاكم أن يستنير بها في بحثه ورأيه، ولكن ليس عليه أن يأخذ برأي الأكثرية مثلا لو خالفوه في رأيه.

الدرس الرابع  لماذا لم يقع جواب أبي بكر وعمر والمقداد موقعا كافيا من نفس الرسول صلى الله عليه وسلم، وظل ينظر في وجوه القوم، حتى إذا تكلم سعد بن معاذ اطمأن وطابت نفسه عند ذاك؟ والجواب أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان يريد أن يعرف رأي الأنصار أنفسهم ليعرف هل سيتوقفون عند بنود المعاهدة الموقعة بينهم وبينه في مكة، والتي تجبرهم الدفاع عنه داخل المدينة لا خارجها، أم سيتجاوزونها إلى الدفاع عن رسول الله وعموما عن دين الله، ولذلكم كان جواب سعد رضي الله عنه: لقد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ماجئت به هو الحق...فامض لما أردت فنحن معك، أي فنحن نسير معك وفق معاهدة أعظم من تلك التي اتفقنا عليها معا في بيعة العقبة.

الدرس الخامس، يدلنا الحديث الذي جرى بين رسول الله صلى الله عليه وسلم والحباب بن المنذر رضي الله عنه في شأن المكان الذي نزل فيه، أن تصرفات النبي صلى الله عليه وسلم ليس كلها من نوع التشريع، بل هو في كثير من الأحيان يتصرف من حيث إنه بشر يفكر ويدبر كما يفكر غيره، ولا ريب أننا لسنا ملزمين باتباعه في مثل هذه التصرفات، فقد أشار عليه الحباب بالتحول من المكان الذي نزل به إلى مكان غيره، ووافقه عليه الصلاة والسلام في ذلك، وذلك بعد أن استوثق الحباب رضي الله عنه أن اختيار النبي صلى الله عليه وسلم لذلك المكان ليس بوحي من عند الله.

الدرس السادس، هو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطمئن أصحابه بأن النصر لهم، حتى إنه كان يشير إلى أماكن متفرقة في الأرض ويقول:"هذا مصرع فلان"، ولقد وقع الأمر كما أخبر عليه الصلاة والسلام، فما تزحزح أحد في مقتله عن موضع يده، ومع ذلك فقد كان صلى الله عليه وسلم يقف طوال ليلة الجمعة في العريش الذي أقيم له يجأر إلى الله تعالى داعيا ومتضرعا، باسطا كفيه إلى السماء يناشد الله عز وجل أن يؤتيه نصره الذي وعده، حتى سقط عنه رداؤه وأشفق عليه أبو بكر والتزمه قائلا: كفى يارسول الله إن الله منجز لك ما وعد، والنبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا بذلك أن الاستغراق في التضرع والدعاء وبسط الكف إلى السماء هي وظيفة العبودية التي خلق من أجلها الإنسان، وذلك هو ثمن النصر في كل حال وعلى كل حال. 

أيها الإخوة الكرام ما أكثر الدروس والعبر والعظات التي استخلصا العلماء من أطوار هذه الغزوة المباركة، ولو تتبعناها واحدة واحدة لما وصلنا في ذلك إلى نهاية، ويكفي أن أشير إلى بقيتها باختصار شديد، فمن ذلك الإمداد بالملائكة في غزوة بدر، وهي من أعظم المعجزات التي انطوت عليها غزوة بدر، يقول الحق سبحانه:"فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين"، ويقول صلى الله عليه وسلم:"أبشر يا أبا بكر، أتاك نصر الله هذا جبريل آخذ بعنان فرسه يقوده على النقع"، ومن الدروس أيضا الحياة البرزخية للأموات، ويتجلى ذلك في وقوف رسول الله على فم القليب ينادي قتلى المشركين ويكلمهم بعدما ماتوا، ومن الدروس أيضا مايتعلق بمسألة الأسرى وما تضمنته من مشاورة الرسول في شأنهم وما أعقبها من حكم افتدائهم بالمال ثم نزول آيات تعتب على رسول الله وعلى أصحابه اتخاذ ذلك الحكم.

أيها الإخوة الكرام إن تدارس بطولات سلفنا، وبخاصة تلكم البطولات التي خلدها التاريخ الإسلامي بمداد من ذهب تستحق التوقف عندها والاطلاع على تفاصيلها وجزئياتها الدقيقة، وينبغي أن نجعل ذلك من صميم برامجنا، لأن في إغفال الاطلاع على تاريخ الأوائل وأمجادهم تضييع تلقائي لمجد الأمة الإسلامية ومفاخرها، ولايستطيع إنسان تجاهل ما في ذلك من فوائد جمة كثيرة، أسأل الله أن ينفعنا وإياكم بما سمعتم والحمد لله رب العالمين.
شارك الموضوع


علامات الساعة الكبرى (المسيح الدجال)2

مرسلة بواسطة روح و ريحان يوم 0 التعليقات
الخطبة الثانية
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ باللـه من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده اللـه فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له.
وأشهد أن لا إله إلا اللـه وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد أحبتي في الله:
فما السبيل إلى النجاة؟
أحبتي الكرام: أجيب لكم عن هذا السؤال من كلام سيد الرجال محمد بن عبد اللـه  حتى تطمئن قلوبكم وتستريح، ثبتكم الله.
ففي الحديث الذي رواه ابن ماجه في سننه والحاكم في مستدركه وصححه الألباني.
قال  : (من حفظ عشر آيات من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال) [1].
وفى لفظ: (من حفظ عشر آيات من أوائل سورة الكهف عصم من فتنة الدجال).
وفى لفظ: (من حفظ  عشر آيات من أواخر سورة الكهف عصم من فتنة الدجال).
لقد تبينتم الآن أمر الدجال، فالأمر جد خطير، هل نقف على مثل هذه الخطورة ونحفظ عشر آيات فقط من سورة الكهف، أراكم تقولون لا بل حفظ السورة بالكامل أمر يسير أمام هذه الخطورة الشديدة، أرى منكم أناساً يقولون نذهب إلى مكة أو المدينة، سأقول لكم لا بأس، من يستطيع الفرار منكم إلى مَكة المباركة أو طيبة طيبها اللـه، فله ذلك، فهما محرمتان على الدجال أن يدخل واحدة منهما وذلك من سبل النجاة.
لكنني لا أجد لك سبيلا للنجاة أكبر وأشرف وأجل وأعظم من أن ُتوحد اللـه جل وعلا وتعرف معنى كلمة.. "لا إله إلا الله"..  فهذا هو أصل الأصول وبر الأمان لكل مؤمن يريد الأمان حقا في الدنيا والآخرة.
ألم يقل لك المصطفى بأنه لا يقرأ كلمة كافر بين عيني الدجال إلا مؤمن موحد للكبير المتعال، واعلم يقينا بأن الإيمان ليس كلمة يرددها لسانك فحسب..  بل الإيمان قول باللسان وتصديق بالجنان "يعنى القلب"... وعمل بالجوارح والأركان...  ولابد أن تعلم أن أركان الإيمان...    أن تؤمن باللـه وملائكته، وكتبه، ورسوله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره  فلا بد لك من الآن أن تصحح إيمانك باللـه جل وعلا وتحقق الإيمان يقينا.
وقد قال الحسن : ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل، فمن قال خيراً وعمل خيراً قبل منه ومن قال خيراً وعمل شراً لم يقبل منه.

قال اللـه تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللـه ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ﴾ [فصلت:30-33].

قال اللـه تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلا خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلا قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ [الكهف:107 -110].

[1] رواه مسلم رقم (809) فى صلاة المسافرين، باب فضل سورة الكهف وآية الكرسى، وأبو داود رقم (4323) فى الملاحم، باب خروج الدجال، والترمذى رقم (2888) فى ثواب القرآن.
الشيخ : محمد حسان
شارك الموضوع


علامات الساعة الكبرى (المسيح الدجال)1

مرسلة بواسطة روح و ريحان يوم 0 التعليقات
ملخص الخطبة
1- علامات الساعة الكبرى 2- فتنة الدجال 3- وصف الدجال 4- السبيل إلى النجاة من فتنته

الخطبة الأولى
أحبتي في الله:
هذا هو لقاءنا الرابع مع دروس سلسلة الدار الآخرة، وكنا قد أنهينا آنفا الحديث عن العلامات الصغرى التي ستقع بين يدي الساعة، والآن حديثنا عن العلامات الكبرى التي ستقع قبل قيام الساعة مباشرة، وقد ذكر النبي هذه العلامات في حديثه الصحيح الذي رواه مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة من حديث حذيفة بن أسيد الغفاري رضي اللـه عنه قال: اطلع علينا النبي  ونحن نتذاكر فقال: (ما تذاكرون؟) قلنا: نذكر الساعة قال: (إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات، فذكر الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى بن مريم، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم) [1].
ولقد ذكر المصطفى  هذه العلامات بغير هذا الترتيب في روايات أخرى صحيحة والذي يترجح من الأخبار كما قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" :
أن خروج الدجال هو أول الآيات العظام المؤذنة بتغير الأحوال العامة في معظم الأرض وينتهي ذلك بموت عيسى بن مريم وأن طلوع الشمس من المغرب هو أول الآيات العظام المؤذنة بتغير الأحوال وينتهي ذلك بقيام الساعة ولعل خروج الدابة يقع في نفس اليوم الذي تطلع فيه الشمس من المغرب، واللـه أعلم [2].
ولكن على أي حال فإن العلامات الكبرى ستقع متتابعة فهي كحبات العقد إذا انفرطت منه حبه تتابعت بقية الحبات.
ففي الحديث الذي رواه أحمد والحاكم في مستدركه وصححه على شرط مسلم وأقره الحاكم والذهبي والألباني من حديث أنس أن النبي  قال: (الأمارات (أي العلامات الكبرى) خرزات منظومات في سلك، فإن يقطع السلك يتبع بعضها بعضاً) [3].
واسمحوا لي أن أستهل الحديث اليوم مع حضراتكم في العلامات الكبرى عن الآية العظيمة الأولى التي تؤذن بتغير الأحوال على الأرض، ألا وهي المسيح الدجال...  وكعادتنا حتى لا ينسحب بساط الوقت من بين أيدينا سريعا فسوف أركز الحديث في العناصر التالية :
     أولاً: الدجال أعظم فتنة على وجه الأرض.
     ثانياً: وصف دقيق للدجال وفتنته.
     ثالثاً: ما السبيل إلى النجاة.
فأعرني قلبك جيدا...  وأعرني سمعك تماما...  فإن الموضوع من الخطورة بمكان.
أولاً: الدجال أعظم فتنة على وجه الأرض، فتدبر جيدا أيها الحبيب وقِفْ على خطر هذه الفتنة!، فالدجال أعظم فتنة على وجه الأرض من يوم أن خلق اللـه آدم إلى قيام الساعة.
لماذا سمي الدجال بالمسيح الدجال؟!!
سمى الدجال بالمسيح لأن عينه ممسوحة قال المصطفى : (الدجال ممسوح العين) [4] وسمى بالدجال لأنه يغطى الحق بالكذب والباطل فهذا دجل فسمى بالدجال وفتنة الدجال فتنة عظيمة!!
وفى صحيح مسلم من حديث عمران بن حصين رضي اللـه عنهما قال: سمعت رسول اللـه  يقول: (ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال) [5].
وأمرُ الدجالِ أمرُُ غيبي والأمر الغيبي لا يجوز أن نتكلم فيه بشيء من عند أنفسنا إنما ننقل عن الصادق المصدوق  الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، وأنوه أيضاً أننا لا نلتفت إلا لما صح من حديث رسول اللـه  كعادتنا ولله الحمد والمنة.
روى ابن ماجه في سننه وابن خزيمة في صحيحه والحاكم في المستدرك وصحح الحديث الشيخ الألباني من حديث أبي أمامة الباهلي أن الحبيب  قال: (إنها لم تكن فتنة على وجه الأرض منذ ذرأ اللـه ذرية آدم أعظم من فتنة المسيح الدجال ولم يبعث اللـه نبيا إلا وقد أنذر قومه الدجال، وأنا آخر الأنبياء، وأنتم آخر الأمم، وهو خارج فيكم لا محالة ،فإن يخرج الدجال وأنا بين أظهركم فأنا حجيج لكل مسلم، وإن يخرج الدجال من بعدي فكل امريء حجيج نفسه، واللـه خليفتي على كل مسلم).
يا لها من كرامة لأمة الحبيب محمد صلى اللـه عليه وسلم. 
ففتنة الدجال عظيمة!.. أعظم فتنة على وجه الأرض بشهادة الصادق المصدوق  الذي لا ينطق عن الهوى.
أحبتي في اللـه:
لقد وصف النبي  الدجال وصفاً دقيقاً محكماً وبين لنا فتنته بياناً شافيا حتى لا يغتر بالدجال أحد من الموحدين باللـه رب العالمين...  وهذا هو عنصرنا الثانى.
ثانياً: وصفٌ دقيقٌ للدجال وفتنته
وصف النبي  الدجال فقال :والحديث رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : قام رسول اللـه  في الناس خطيبا فحمد اللـه وأثنى على اللـه بما هو أهله....  فذكر الدجال فقال: (إني لأنذركموه، وما من نبي إلا وقد أنذر قومه الدجال، ولقد أنذر نوح قومه، ولكن سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه ألا فاعلموا أنه أعور وأن اللـه ليس بأعور) [6].
وفى رواية (أعور العين اليمنى)، وفي رواية أخرى صحيحة (أعور العين اليسرى)، اعلموا أنه أعور وأن اللـه ليس بأعور جل جلاله، جل ربنا عن الشبيه..  وعن النظير..  وعن المثيل.. لا كفء له، ولا ضد له، ولا ند له ولا شبيه له، ولا زوج له ولا ولد له:   قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ  ،   لَيسَ كَمثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ  .
ثم قال المصطفى عليه الصلاة والسلام: (الدجال ممسوح العين، مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه كل مسلم) [7].
ماذا تريد بعد ذلك من الرحمة المهداة والنعمة المسداة من الذي قال ربه في حقه:  بالمُؤمِنِينَ رَؤوفُُ رَحِيمُُ  . 
يبين لك لتتعرف على الدجال إن خرج بين أظهرنا، يقول لك ممسوح العين...  مكتوب بين عينيه كافر... يقرؤه كل مسلم.
وفى رواية حذيفة في صحيح مسلم قال : (الدجال، مكتوب بين عينيه كافر يقرأه كل مؤمن كاتب أو غير كاتب) [8].
لا ينبغي أن نصرف لفظ النبي  على غير ظاهره، الكتابة على جبين الدجال كتابة حقيقية لدرجة أنه وردت في رواية في صحيح مسلم قال : (الدجال ممسوح العين، مكتوب بين عينيه (ك ف ر) أي كافر) [9].
وصف عجيب للدجال من رسول اللـه عليه الصلاة والسلام !
أستحلفك باللـه أن تتدبر معي هذا المطلع العجيب الذي رواه مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة من حديث حذيفة بن اليمان رضي اللـه عنه قال الذي لا ينطق عن الهوى : (لأنا أعلم بما مع الدجال من الدجال، معه نهران يجريان أحدهما رأى العين ماء أبيض، والأخر رأى العين نار تأجج، فإما أدركن أحد فليأت النهـر الذي يراه ناراً، وليغمض، ثم ليطأطيء رأسه فليشرب منه فإنه ماء بارد)[10].
يقول لنا الصادق المصدوق  لا تخش نار الدجال فهو دجال يغطى الحق بالكذب والباطل، إن رأيت ناره فاعلم بأنها ماء عذب بارد طيب.
وفى رواية أخرى في صحيح مسلم لحذيفة رضي اللـه عنه أن النبي  قال: (يخرج الدجال وإن معه ماءً وناراً، فما يراه الناس ماءً فهي نار تحرق وما يراه الناس نارا فهو ماء بارد عذب) [11]).
في حديث النواس بن سمعان رضي اللـه عنه أنه قال: سأل الصحابة رسول اللـه  عن المدة التي سيمكثها الدجال في الأرض، فقال الحبيب : (أربعون يوما، يوم كسنة ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كسائر أيامكم )، قلنا: يا رسول اللـه اليوم الذي كسنة تكفينا فيه صلاة يوم وليلة؟ قال: (لا، اقدروا له قدره) [12]، يعنى صلوا الفجر وعدوا الساعات التي كانت قبل ذلك بين الفجر والظهر، وصلوا الظهر، وعدوا الساعات التي كانت بين الظهر والعصر وهكذا.
فسأل الصحابة رسول الله - وما زلنا في حديث النواس ابن سمعان -: وما سرعته في الأرض؟!: (يمكث في الأرض أربعين ليلة فيمر على الأرض كلها؟ سرعته كالغيث - أي المطر- استدبرته الريح)...  يعنى يمر في كل أرجاء وأنحاء الأرض.
ثم قال الحبيب : (يأتي الدجال على قوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون، فيأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم أطول ماكانت ذراً وأسبغه ضروعاً وأمده خواصر).
فتنة رهيبة !!
فلو عقل هؤلاء لعلموا أن صفات النقص من أعظم الأدلة على كفره وبطلان إدعاءاته.
إن الذي يستحق أن يعبد هو المتصف بكل صفات الكمال والإجلال.
ثم ينطلق الدجال إلى قوم آخرين فيقول لهم: أنا ربكم. فيقولون :لا ويكذبونه.
يقول المصطفى : (ويمر بالخربة فيقول لها: أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل) أي جماعات النحل
فتنة رهيبة!!
ثم تزداد الفتنة !!!
يقول النبي  ثم يدعوا رجلا ممتلئا شبابا، فيضربه بالسيف، فيقطعه جزلتين، فيمشى الدجال بين القطعتين أمام الناس ويقول للشاب قم فيستوي الشاب حيا بين يديه !!.
فتنه رهيبه !!!
وفى رواية أبي سعيد الخدري في صحيح مسلم [13] يقول المصطفى : (فيخرج إليه شاب فتلقاه المسالح، مسالح الدجال (أي أتباعه من اليهود الذين يحملون السلاح) فيقولون له: أين تعمد؟
فيقول: إلى هذا الذي خرج (أي إلى الدجال) فيقولون له أولا تؤمن بربنا؟ فيقول: ما بربنا خفاء، أي لو نظرت إلى الدجال سأعرفه!
فيقولون: اقتلوه، فيقول بعضهم لبعض: أو ليس قد نهانا ربنا أن نقتل أحداً دونه، فينطلقون بهذا الرجل المؤمن إلى الدجال، فإذا نظر المؤمن إليه قال: أيها الناس! هذا  المسيح الدجال الذي ذكره لنا رسول اللـه  يقول المصطفى: (فيأمر الدجال به فيشج، فيقول: خذوه وشجوه، فيوسع ظهره وبطنه ضربا، قال:  فيقول: أما تؤمن بي؟ فيقول: أنت المسيح الكذاب. قال: فيؤمر به فينشر بالمنشار من مفرقه حتى يفرق بين رجليه، قال: ثم يمشى الدجال بين القطعتين ،: ثم يقول له: قم، فيستوي قائما، قال: ثم يقول له: أتؤمن بي؟ فيقول: ما ازددت فيك إلا بصيرة؟ قال: ثم يقول: يا أيها الناس: إنه لا يفعل بعدي بأحد من الناس، قال: فيأخذه الدجال ليذبحه فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاسا، فلا يستطيع إليه سبيلا، قال: فيأخذ بيديـه ورجليه فيقذف به، فيحسب الناس أنما قذفه في النـار وإنما ألقي في الجنة) فقال رسول اللـه : (هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين) [14].

وسأختم حديثي عن فتنة الدجال بحديث عجيب رواه مسلم وأبو داود والترمذي وغيرهم من حديث تميم الداري رضي الله عنه من حديث فاطمة بنت قيس عن تميم الداري قالت: سمعت منادي رسول اللـه ينادي: "الصلاة جامعة فخرجت إلى المسجد فصليت مع رسول اللـه ، وكنت في النساء التي تلي ظهور القوم فلما قضى الرسول  صلاته جلس على المنبر وهو يضحك فقال: (أيها الناس ليلزم كل إنسان مصلاه) ثم قال (أتدرون لم جمعتكم؟) قالوا: اللـه ورسوله أعلم.

فقال رسول اللـه : (أما إني واللـه ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكن جمعتكم لأن تميما الداري كان رجلا نصرانياً فجاء فبايع وأسلم وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن المسيح الدجال، حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام "قبيلتان عربيتان مشهورتان" فلعب بهم الموج شهرا في البحر ثم أرفؤوا [15] إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس، فجلسوا في أقرب السفينة فدخلوا جزيرة فلقيتهم دابة أهلب [16] كثير الشعر لا يدرون ما قبله من دبره، فقالوا: ويلك، من أنت؟ قالت: أنا الجساسة، قالوا: وما الجساسة، قالت: أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق، فلما سمت لنا رجلا فرقنا منها أن تكون شيطانة، قال: فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير، فإذا أعظم إنسان رأيناه قط خلقا، وأشده وثاقا، مجموعة يداه إلى عنقه، ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد، قلنا: ويلك ما أنت؟ قال: قد قدرتم على خبري، فأخبروني: ما أنتم؟ قالوا: نحن أناس من العرب، ركبنا في سفينة بحرية، فصادفنا البحر حين اغتلم، فلعب بنا الموج شهرا، ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه، فجلسنا في أقربها فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر لا ندرى ما قبله من دبره من كثرة الشعر فقلنا: ويلك ما أنت؟ فقالت: أنا الجساسة، قلنا: وما الجساسة؟ قالت: اعمدوا إلى هذا الرجل الذي في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق فأقبلنا إليك سراعا، وفــزعنا منها، ولم نأمن أن تكون شيطانة، فقال: أخبروني عن بيسان قلنا: وعن أي شأنها تستخبر؟ قال: أسألكم عن نخلها هل يثمر؟ قلنا له: نعم، قال: أما إنه يوشك أن لا يثمر، قال: أخبروني عن بحيرة طبرية، قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل فيها ماء؟ قالوا: هي كثيرة الماء، قال: أما إن ماءها يوشك أن يذهب، قال: أخبروني عن عين زغر، قالوا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل في العين ماء؟ وهل يزرع أهلها بماء العين؟ قلنا له: نعم، هي كثيرة الماء، وأهلها يزرعون من مائها، قال: أخبروني عن نبي الأميين، ما فعل؟ قالوا: قد خرج من مكة ونزل يثرب، قال: أقاتله العرب؟ قلنا: نعم، قال: كيف صنع بهم؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه، قال لهم: قد كان ذلك؟ قلنا: نعم، قال أما إن ذاك خيرا لهم أن يطيعوه، وإني مخبركم عنى، أنا المسيح، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج، فسأخرج فأسير في الأرض، فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة، غير مكة وطيبة فهما محرمتان على كلتاهما، كلما أردت أن أدخل واحـدة، أو واحدا منهما، استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدنى عنها، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها) قالت: قال رسول اللـه : وطعن بمخصرته في المنبر (هذه طيبة..  هذه طيبة) يعنى: المدينـة (ألا هل كنت حدثتكم عن ذلك؟) فقـال النـاس: نعم، قال: (فإنه أعجبني حديث تميم لأنه وافق الذي كنت حدثتكم عنه وعن المدينة ومكة، ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن، لا بل من قبل المشرق، ما هو؟ من قبل المشرق ما هو ؟، وأومأ بيده إلى المشرق) قالت: فحفظت هذا من رسول اللـه .
أيها الأحبة الكرام:
هذا قليل من كثير، فلا زال هناك الكثير عن فتنة الدجال، فقد أجملت لكم ما يسر اللـه عز وجل، لنقف على خطورة هذه الفتنة.
وهناك سؤال لابد أن يطرح في هذا المجال ألا وهو:
هل سيقتل الدجال؟! ومن الذي سيقتله؟!
نعم...  أبشروا سيقتل الدجال وسيقتله عيسى بن مريم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام.
روى ابن ماجه في سننه والحاكم في المستدرك وصحح الحديث الألباني من حديث أبي أمامة الباهلي أنه  قال: (بينما إمام المسلمين يصلى بهم الصبح في بيت المقدس إذا نزل عيسى بن مريم، فإذا نظر إليه إمام المسلمين عرفه، فيتقهقر إمام المسلمين لنبي اللـه عيسى ليصلى بالمؤمنين - من أتباع سيد النبيين محمد- فيأتي عيسى عليه السلام ويضع يده في كتف إمام المسلمين ويقول: لا بل تقدم أنت فصلِّ فالصلاة لك أقيمت)، وفي لفظ (فإمامكم منكم يا أمة محمد ويصلى نبي اللـه عيسى خلف إمام المسلمين لله رب العالمين، فإذا ما أنهى إمام المسلمين، قام عيسى وقام خلفه المسلمون، فإذا فتح عيسى باب بيت المقدس، رأى المسيح الدجال معه سبعون ألف يهودي معهم السلاح، فإذا نظر الدجال إلى نبي اللـه عيسى ذاب كما يذوب الملح في الماء، ثم يهرب فينطلق عيسى وراءه فيمسك به عند باب لد في فلسطين، فيقتله نبي اللـه عيسى ويستريح الخلق من شر الدجال).
ويبقى هنا سؤال ألا وهو: ما السبيل إلى النجاة؟
والإجابة على هذا السؤال تكون بعد جلسة الاستراحة
وأقول قولي هذا واستغفر اللـه لي ولكم
الشيخ : محمد حسان
[1] رواه مسلم رقم (2901) فى الفتن، باب ما يكون من فتوحات المسلمين قبل الدجال، وأبو داود رقم (4311) فى الملاحم، باب أمارات الساعة، والترمذى رقم (2184) فى الفتن، باب ما جاء فى الخسف.
[2] فتح البارى (11/353) .
[3] أخرجه أحمد فى المسند رقم (7040) وقال محققه : إسناده صحيح .
[4] رواه مسلم رقم (2933)، فى الفتن، باب ذكر الدجال وصفة ما معه، وأبو داود رقم (4316،4317،4318) فى الملاحم، باب خروج الدجال، والترمذى رقم (2246) فى الفتن.
[5] رواه مسلم رقم (2946) فى الفتن، باب فى بقية من أحاديث الدجال.
[6] رواه البخـارى رقم (7127) فى الفتن، باب ذكر الدجال، ومسلم رقم (169) فى الإيمان، باب ذكر المسيح بن مريم والمسيح الدجال، وأبو داود واللفظ له رقم (4757) فى السنة، بـاب فى الدجال، والترمذى رقم (2236،2242) فى الفتن، باب ما جاء فى علامة الدجال .
[7] رواه مسلم رقم (2933) فى الفتن ، باب ذكر الدجال وصفة ما معه، وأبو داود رقم (3416 - 3418) فى الملاحم ، باب خروج الدجال ، والترمذى رقم (2246) فى الفتن .
[8] رواه مسلم رقم (2933) فى الفتن، باب ذكر الدجال وصفة ما معه، وأبو داود رقم (3416 :3418) فى الملاحم ، باب خروج الدجال ، والترمذى رقم (2246) فى الفتن .
[9] رواه مسلم رقم (2933) فى الفتن ، باب ذكر الدجال وصفته وما معه .
[10] رواه البخارى رقم (7130) فى الفتن، باب ذكر الدجال، ومسلم رقم (2934،2935) فى الفتن، باب ذكر الدجال وصفته وما معه، وأبو داود رقم (4315) فى الملاحم، باب خروج الدجال .
[11] رواه مسلم رقم (2934 ، 2935 ) فى الفتن ، باب ذكر الدجال .
[12] رواه مسلم رقم (2937) فى الفتن ، باب ذكر الدجال وصفته وما معه، وأبو داود رقم (4321، 4322) فى الملاحم، باب خروج الدجال، والترمذى رقم (2241) فى الفتن، باب ما جاء فى فتنة الدجال.
[13] رقم (2938) فى الفتن وأشراط الساعة ، باب فى صفة الدجال.
[14] رواه البخارى رقم (7132) فى الفتن، باب لا يدخل المدينة ، ومسلم رقم (2938) فى الفتن، باب صفة الدجال وتحريم المدينة عليه.
[15] أرفأت السفينة : قربتها إلى الشط وأدنيتها من البر .
[16] الهلب : ما غلظ من الشعر والأهلب : الغليظ الشعر الخشن.
شارك الموضوع


مقتطفات من خطبة شيخ اعجبتني

مرسلة بواسطة روح و ريحان يوم الجمعة 0 التعليقات
مقتطفات من خطبة شيخ اعجبتني ..
شيخ في خطبته يقول :
الأسعارعالية !! ،
والنساء عارية !!
والمساجد خآلية !!،
وأحكآم آلله لآغية ..!!
آلسآرق مدلل !!،
والمجاهد بقيوده مكبل !!،
وآلزنآ حلآل !!،
والزواج محآل !!،
وآلنسآء قوآمُون على آلرجال !!،
وأرض المسلمين محتله !!،
وآلفقرآء تحت آلمطر بلآ مظله !!،
ولم يبقى من علآمآت آلسآعه آلكبرى إلآ قلة !!
فالتوبة التوبة
إحذروا الكيس المثقوب ..
تتوضأ أحسن وضوء"لكــن. .. تسرف في الماء'( كيس مثقْوب )
تتصدق عَلى الفقراء بمبلغ ثم .. تذلهم وتضايقهم( كيس مثقْوب )
تقوم الليل وتصوم النهار وتطيع ربك" لكــن. .. قاطع الرحم( كيس مثقْوب )"
تصوم وتصبر عَلى الجوع والعطش"لكـن. .. تسب وتشتم وتلعن( كيس مثقْوب )
"تلبسين الطرحه والعباية فوق الملابس "لكـن. .. العطر فواح ( كيس مثقْوب )
تكرم ضيفك وتحسن إليه لكـن. ..بعد خروجه تغتابه وتخرج مساوؤه( كيس مثقْوب )
أخيرا ًلا تجمعوا حسناتكم في كيس مثقْوب..! تجمعوها بصعوبة من جهة ثم تسقط بسهوله من جهه أخرى..

تستحق القراءة ،، 
يااارب اسألك لي ولأحبتي الهدااية والغفراااان
عجائب الشعب العربي
1/لايستطيع السفرللحج لأن تكلفة الحج مرتفعة لكن يستطيع السفر لتغيير الجو ! ألا إن سلعة الله غالية ..
2/لايستطيع شراءالأضحية لغلاءالسعر لكن يستطيع شراء آيفون لمواكبة الموضة ألا إن سلعة اللَّـه غالية !! ..
3/لا يستطيع قراءة 10 آيات يومياً ولكن يستطيع قراءة محادثات تصل إلى 100 محادثة في اليوم بحجة ليس لديه وقت لقراءة القرآن ألا إن سلعة الله غالية  ...
شارك الموضوع


كيفية و فضائل الصلاة على الرسول صلى الله عليه و سلم

مرسلة بواسطة روح و ريحان يوم 0 التعليقات
 إن الإكثار من الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم قربة من أعظم القربات ، كما أنها علامة على محبة العبد للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد أمر الله بها في كتابه الكريم فقال : {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.. (الأحزاب:56).
ومعنى صلاة الله تعالى على نبيه: ثناؤه عليه في الملأ الأعلى، كما ثبت ذلك عن أبي العالية رحمه الله، قال : صلاة الله ثناؤه عليه عند الملائكة وصلاة الملائكة الدعاء .
والسلام معناه طلب السلامة من الآفات، فهذه الصيغة فيها سؤال الله تعالى أن يحقق الخيرات لنبيه صلى الله عليه وسلم بالثناء عليه في الملأ الأعلى وإزالة الآفات والسلامة منها.
أما المواطن التي يستحب فيها الصلاة والسلام على النبي فهي :
1- تشهد الصلاة ، لما ورد في صحيح ابن حبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يدعو في صلاته لم يحمد الله ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: عجل هذا، ثم دعاه فقال له : إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه ثم ليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليدع بعد بما شاء . رواه أحمدوأبو داودوالترمذي وصححه الحاكم .
2- عند ذكره وسماع اسمه ، أو كتابته، وعند الأذان : لقوله صلى الله عليه وسلم : رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي . رواه أحمد والترمذي.
3- يوم الجمعة لقوله صلى الله عليه وسلم : إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم عليه السلام، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة، فإن صلاتكم معروضة علي، قالوا : يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟- أي بليت- قال : إن الله عز وجل قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء عليهم السلام . رواه الإمام أحمد وأصحاب السنن.
4- عند دخول المسجد : فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، وليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليسلم على النبي، وليقل اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم  .رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
5- بعد إجابة المؤذن وعند الإقامة، لما روى مسلم في صحيحه : من حديث عبد الله بن عمرو، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا سمعتم المؤذن، فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا .
7-  الصلاة عليه في صلاة الجنازة بعد التكبيرة الثانية، وفي الخطب : كخطبة الجمعة ، والعيدين ، والاستسقاء ، وغيرها.
أما كيفية الصلاة عليه والتسليم : فعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : لقيني كعب بن عجرة فقال : ألا أهدي لك هدية، إن النبي صلى الله عليه وسلم خرج علينا فقلنا : يا رسول الله، قد عَلِمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ قال : قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد متفق عليه.
والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بإحدى صيغ الصلوات الإبراهيمية هو الأكمل، ويجوز أن نقول: اللهم صل على محمد، أو صلى الله على محمد ونحو ذلك.
أما فضل الصلاة والسلام عليه فعن عبد الله بن عمرورضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا . رواه مسلم.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من صلى عليَّ صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات . رواه الإمام أحمد والنسائي.
والله أعلم .
شارك الموضوع


ساعة الوقوف للحساب : ساعة ندم

مرسلة بواسطة روح و ريحان يوم الأربعاء 0 التعليقات
وفي تلك اللحظة وهو قد ندم وتحسر يناديه الله عز وجل، وتناديه الملائكة: أين فلان بن فلان؟ فيريد أن يهرب لكن الملائكة يأتونه ويجرجرونه بالسلاسل، فيقف أمام الله فيذكره الله عز وجل بذنوبه ومعاصيه، فيقال له: أتذكر ذنب كذا؟ أتذكر تلك الليلة؟ أتذكر ذلك النهار؟ أتذكر يوم كنت تستهزئ بالصالحين؟ أتذكر يوم كنت تغتاب الناس؟ أتذكر ذلك المجلس الذي كنت تستهزئ به من فلان وفلان؟ أتذكر وتذكر ثم يقال: خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ (الحاقة:30-32). 
انظر إلى حالهم أمام الله وقد قُرروا بالذنوب وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ (السجدة:12) بلغت القلوب الحناجر وشخصت الأبصار، انظروا إلى النار التي كنتم تستهزئون بها وتكذبون: أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ * اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا (الطور:15-16) انظروا إلى النار وَرَأى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفاً (الكهف:53).. يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (القمر:48).
مثل وقوفك يوم الحشر عريانا مستعطفاً قلق الأحشاء حيرانا 
النار تزفر من غيظ ومن حنـق على العصاة وتلقى الرب غضبانا 
اقرأ كتابك يا عبدي على وجل انظر إليه ترى أن كان ما كانا 
لما قرأت كتاباً لا يغادرني حرفاً وما كان في سرٍ وإعلانا 
نادى الجليل خذوه يا ملائكتي روا بعبدي إلى النيران عطشانا 
يا رب لا تخزنا يوم الحساب ولا تجعل لنارك فينا اليوم سلطانا 

قرأ عمر بن الخطاب يوماً في الصلاة سورة الطور: وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (الطور:1-2) حتى بلغ قوله تعالى: إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ (الطور:7-8) فسقط مريضاً في البيت شهراً كاملا، يعوده الناس وما به شيء إلا أنه تذكر تلك الآية. النبي صلى الله عليه وسلم يمر في ليلة من الليالي على بعض البيوت، فسمع عجوزاً تقرأ القرآن، فاقترب من البيت يستمع إليها ماذا تقول؟ فكانت تردد قوله تعالى: هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (الغاشية:1)  من المخاطب؟ إنه الرسول عليه الصلاة والسلام. 
ما هي الغاشية؟ إنها القيامة.. الطامة الكبرى.. الصاخة، هل أتاك يا محمد هذا الحديث؟ حديث عجيب وأمر غريب، وهولٌ عظيم، وكرب وزلزلة شديدة، هل أتاك يا محمد؟ يقول: فاقترب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الباب وأخذ يستمع إليها وهي تقرأ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (الغاشية:1)  فكان يقول وهو يبكي: نعم أتاني.. نعم أتاني

عمر بن عبد العزيز قام ليلة من الليالي فأخذ يبكي فأبكى أهله وأبكى الجيران، فلما أصبح سألوه: ما بالك يرحمك الله في الليلة الماضية تبكي؟ قال: قرأت قول الله عز وجل: فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (الشورى:7) فلا أدري إلى أيهما أصير، فبكى وبكى حتى سقط من البكاء رحمه الله . 
لفضيلة الشيخ د. نبيل العوضي
شارك الموضوع


الإعجاز البلاغي و العلمي في النمل (الاية18)

مرسلة بواسطة روح و ريحان يوم الاثنين 0 التعليقات
الإعجاز البلاغي في قوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾:
اشتملت هذه الآية -على قصرها- على معانٍ بلاغية كثيرة، فقد جمعت هذه الآية عشرة أنواع من الخطاب في موطن واحد، وهذه الأنواع هي: النداء والتنبيه والتسمية والأمر والنص والتحذير والتخصيص والتفهيم والتعميم والاعتذار.
و بالإيجاز فنلحظه فيما جمعت هذه النملة في قولها من أجناس الكلام فقد جمعت النداء، والكناية، والتنبيه، والتسمية، والأمر، والنص، والتحذير، والتخصيص، والتعميم، والإشارة، والعذر. فالنداء (يا)، والكناية (أيُّ)، والتنبيه (ها)، والتسمية (النمل)، والأمر (ادخلواوالنص (مساكنكموالتحذير (لا يحطمنكموالتخصيص (سليمانوالتعميم (جنودهوالإشارة (هم)، والعذر (لا يشعرون)، فأدَّت هذه النملة بذلك خمسة حقوق: حق الله تعالى، وحق رسوله، وحقها، وحق رعيتها، وحق الجنود، فأما حق الله تعالى فإنها استُرعيت على النمل، فقامت بحقهم.وأما حق سليمان عليه السلام فقد نبَّهته على النمل. وأما حقها فهو إسقاطها حق الله تعالى عن الجنود في نصحهم. وأما حق الرعية فهو نصحها لهم؛ ليدخلوا مساكنهم. وأما حق الجنود فهو إعلامها إياهم، وجميع الخلق، أن من استرعاه الله تعالى رعيَّة، وجب عليه حفظها، والذبّ عنها، وهو داخل في الحديث المشهور: «كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته»
الإعجاز العلمي في الآية الكريمة:
اكتشف العلماء أن للنمل لغات تفاهم خاصة بينها وذلك من خلال تقنية التخاطب من خلال الشفرات الكيماوية، وربما كان الخطاب الذي وجهته النملة إلى قومها هو عبارة عن شفرة كيماوية. فقد أثبتت أحدث الدراسات العلمية أن لكل نوع من أنواع الحيوانات رائحة خاصة به، وداخل النوع الواحد هناك روائح إضافية تعمل بمثابة بطاقة شخصية أو جواز سفر للتعريف بشخصية كل حيوان أو العائلات المختلفة، أو أفراد المستعمرات المختلفة. ولم يكن عجيباً أن نجد أحد علماء التاريخ الطبيعي وهو (رويال وكنسون) قد صنف كتاباً مهماً جعل عنوانه (شخصية الحشرات).

والرائحة تعتبر لغة خفية أو رسالة صامتة تتكون مفرداتها من مواد كيماوية أطلق عليها العلماء اسم (فرمونات)، وتجدر الإشارة إلى أنه ليست كل الروائح (فرمونات)، فالإنسان يتعرف على العديد من الروائح في الطعام مثلاً ولكنه لا يتخاطب أو يتفاهم من خلال هذه الروائح، ويقصر الباحثون استخدام كلمة (فرمون) على وصف الرسائل الكيماوية المتبادلة بين حيوان من السلالة نفسها، وعليه فقد توصف رائحة بأنها (فرمون) بالنسبة إلى حيوان معين، بينما تكون مجرد رائحة بالنسبة لحيوان آخر.

وإذا طبقنا هذا على عالم النمل نجد أن النمل يتميز برائحة خاصة تدل على العش الذي ينتمي إليه، والوظيفة التي تؤديها كل نملة في هذا العش حيث يتم إنتاج هذه الفرمونات من غدة قرب الشرج، وحينما تلتقي نملتان فإنهما تستخدمان قرون الاستشعار، وهي الأعضاء الخاصة بالشم، لتعرف الواحدة الأخرى.

وقد وجد أنه إذا دخلت نملة غريبة مستعمرة لا تنتمي إليها، فإن النمل في هذه المستعمرة يتعرفن عليها عن طريق رائحتها ويعدها عدواً، ثم يبدأ في الهجوم عليها، ومن الطريف أنه في إحدى التجارب المعملية وجد أن إزالة الرائحة الخاصة ببعض النمل التابع لعشيرة معينة ثم إضافة رائحة خاصة بنوع آخر عدو له، أدى إلى مهاجمته بأفراد من عشيرته نفسها. وفي تجربة أخرى تم غمس نملة برائحة نملة ميتة ثم أعيدت إلى عشها، فلوحظ أن أقرانها يخرجونها من العش لكونها ميتة، وفي كل مرة تحاول فيها العودة يتم إخراجها ثانية على الرغم من أنها حية تتحرك وتقاوم، وحينما تمت إزالة رائحة الموت فقط تم السماح لهذه النملة بالبقاء في العش. وحينما تعثر النملة الكشافة على مصدر للطعام فإنها تقوم على الفور بإفراز (الفرمون) اللازم من الغدد الموجودة في بطنها لتعليم المكان ثم ترجع إلى العش، وفي طريق عودتها لا تنسى تعليم الطريق حتى يتعقبها زملاؤها، وفي الوقت نفسه يضيفون مزيداً من الإفراز لتسهيل الطريق أكثر فأكثر. ومن العجيب أن النمل يقلل الإفراز عندما يتضاءل مصدر الطعام ويرسل عدداً أقل من الأفراد إلى مصدر الطعام، وحينما ينضب هذا المصدر تماماً فإن آخر نملة، وهي عائدة إلى العش لا تترك أثراً على الإطلاق.

وهنالك العديد من التجارب التي يمكن إجراؤها على دروب النمل هذه، فإذا أزلت جزءاً من هذا الأثر بفرشاة مثلاً، فإن النمل يبحث في المكان وقد أصابه الارتباك حتى يهتدي إلى الأثر ثانية، وإذا وضعت قطعة من الورق بين العش ومصدر الطعام فإن النمل يمشي فوقها واضعاً أثراً كيماوياً فوقها، ولكن لفترة قصيرة، حيث إنه إذا لم يكن هناك طعام عند نهاية الأثر، فإن النمل يترك هذا الأثر ويبدأ في البحث عن طعام من جديد(19).

لقد أشار القرآن الكريم إلى حقيقة علمية كبيرة وهي ذكاء النمل وقدرته على المحاكمة العقلية والفكرية ومواجهة الأخطار وذلك من خلال هذه القصة التي حدثت مع نبي الله سليمان عليه السلام وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، فقد استطاعت نملة صغيرة من تحديد مكان سليمان والطريق الذي سوف يمر به وهذا لم يكن ليتم لولا هذه القدرات الخارقة التي يتمتع بها النمل. ولقد كشف العلم الحديث عن بعض العجائب من سلوك النمل الذكي وتطور جهازها العصبي فعند دراسته تحت المجهر يظهر لنا أن دماغ النملة يتكون من فصين رئيسيين يشبه مخ الإنسان، ومن مراكز عصبية متطورة وخلايا حساسة.

النملة تتحطم!
في زمن نزول القرآن الكريم لم يكن لأحد قدرة على دراسة تركيب جسم النملة أو معرفة أي معلومات عنه، ولكن بعد دراسات كثيرة تأكد العلماء أن للنمل هيكلاً عظمياً خارجياً صلباً جداً يسمى exoskeleton ولذلك فإن النملة لدى تعرضها لأي ضغط فإنها تتحطم، ولذلك قال تعالى على لسان النملة: ﴿لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ﴾، وبالتالي فإن كلمة ﴿يَحْطِمَنَّكُمْ﴾ والتي تعني التكسر دقيقة جداً من الناحية العلمية

وتشير دراسات جديدة أيضاً إلى أن جسم النمل يتركب معظمه من كمية كبيرة من السليكون الذي يدخل في صناعة الزجاج، والتحطيم هو أنسب الأوصاف للفعل الدالّ على التكسير والتهشيم والشدة

ويقول أحد العلماء جاءت العبارة ﴿لَا يَحْطِمَنَّكُمْ﴾ هنا للدلالة على طبيعة جسم النملة المفصلية (Arthropods) التي تحتاج إلى تحطيم، حيث يتكون جسمها الخارجي من مادة صلبة كالزجاج هي الكيتين (Chitin)، وهذه المادة تشابه في تركيبها الكيراتين مادة التكوين للقرون والحوافر والأظافر، كذلك اكتشف أن أعين النملة ذات طبيعة بلورية كالزجاج لا تنكسر بسهولة بل تحتاج إلى تحطيم
شارك الموضوع


القبر؟ صفته ؟عذابه؟ أسبابه؟ وكيف النجاة منه؟

مرسلة بواسطة روح و ريحان يوم 0 التعليقات
قال تعالى:  حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون   (المؤمنون:99-100) 
هذه قولة الكافر عند الاحتضار ثم ما يقوله في قبره في لهفة أن يرجع إلى الدنيا حتى يعمل صالحا، يقول قتادة رحمه الله: إن الكافر لن يطلب أن يعود إلى مال أو أهل أو ولد إنما يتمنى أن يرجع إلى الدنيا حتى يعمل صالحا، فرحم الله امرأ عمل فيما يتمناه الكافر عندما يرى العذاب، والبرزخ الحاجز بين الدنيا والآخرة، وهي القبور حيث يُنعم المؤمنون ويُعذب الكافرون والعاصون.
فما القبر؟ وما صفته؟ وهل للقبر عذاب؟ وما أسبابه؟ وكيف النجاة منه؟
القبر: أول منازل الآخرة، يكرم فيه المؤمن تهيئة لما ينتظره في الجنة ويعذب فيه الكافر والعاصي تهيئة لما ينتظره في جهنم.وينبغي أن تعلم:
أن الموت كأس وكل الناس شاربه قال تعالى : كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام (الرحمن :26-27).  كل نفس ذائقة الموت   (آل عمران:185).  كل شيء هالك إلا وجهه   (القصص:88). فلا منجى ولا مهرب.
إن زيارة القبور مستحبة لقوله : ((كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإنها تذكركم الآخرة))  أحمد ومسلم .
لما فيها من التذكر والاعتبار وكان عثمان بن عفان  إذا وقف على قبر بكى حتى تبتل لحيته فسئل عن ذلك وقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتبكي إذا وقفت على قبر؟ فقال: سمعت رسول الله   يقول : ((إن القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه صاحبه فما بعده أيسر وإن لم ينج منه فما بعد أشد)) الترمذي وحسنة وابن ماجة ..
يقول ابن القيم رحمه الله: كان النبي  إذا زار القبور يزورها للدعاء لأهلها والترحم عليهم والاستغفار لهم ومر يوما بقبور المدينة، فأقبل عليهم بوجهه فقال : ((السلام عليكم يا أهل القبور، يغفر الله لنا ولكم، أنتم سلفنا ونحن بالأثر)) رواه الترمذي ..
كان الربيع بن خثيم قد حفر في داره قبر فكان إذا وجد في قلبه قسوة دخل فيه فاضطجع ثم يصرخ (رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت) ثم يرد على نفسه: يا ربيع قد رجعت فاعمل، ووقفة على القبور تريك الأعمار المتفاوتة، ومآلك إلى هذه الحفرة الضيقة، فناء هذه الأبدان التي أوليتها اهتمامك، تركك وحيدا فلا زوجة ولا ولد.
وأما صفة القبر: فاعلم أن للقبر:
أ- كلام : للحديث: ((إن الميت يقعد وهو يسمع خطو مشيعيه فلا يكلمه شيء إلا قبره ويقول: ويحك ابن آدم أليس قد حذرتني وحذرت ضيقي ونتني ودودي فماذا أعددت لي؟)) ابن أبي الدنيا ورجاله ثقات .
ب- ضمة : للحديث: ((للقبر ضغطة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ)) وفي رواية: ((هذا الذي تحرك له العرش، وفتحت له أبواب السماء، وشهد له سبعون ألفا من الملائكة لقد ضم ضمة ثم فرج عنه))رواه النسائي .
ج- فتنة : اتفق أهل السنة والجماعة على أن كل إنسان يسئل بعد موته قبر أم لم يقبر فلو أكلته السباع أو صار رمادا لسئل عن أعماله وجزي بالخير خيرا وبالشر شرا: للحديث: ((إن الميت إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه  إنه ليسمع خفق نعالهم، أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل محمد؟ فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله قال: فيقول: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة، وأما الكافر والمنافق فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري كنت أقول ما يقول الناس، فيقولان: لا دريت ولا تليت ثم يضرب بمطراق من حديد بين أذنيه فيصيح صيحة فيسمعها من عليها غير الثقلين)) رواه الشيخان .
وأما هل للقبر عذاب؟: فإن عذاب القبر ثابت في الكتاب والسنة.
من الكتاب
1- قال تعالى: ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون  (السجدة:21). قال ابن عباس: جزء منه في الدنيا والنصيب الأكبر منه في القبر والعذاب الأكبر هو عذاب جهنم، قال مجاهد: يعني به عذاب القبر.
2- قوله تعالى:  وحاق بآل فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب   (غافر:45-46).
قال ابن كثير: وهذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبر(ابن كثير مجلد3 ص246.). حيث أثبت سبحانه لآل فرعون عذابا في الليل والنهار ويوم تقوم الساعة ينتقلون إلى العذاب الأكبر في جهنم.
قوله تعالى:  ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون (لأنعام:93). فالأمر لا يتأخر إلى انقضاء الدنيا فهم يعذبون قبل قيام الساعة الكبرى وهو عذاب القبر.
ب- ومن الحديث:
حديث: ((القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار)) الترمذي .
((لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يريكم عذاب القبر فقالت أم بشر: وهل للقبر عذاب؟ فقال: : إنهم ليعذبون عذابا تسمعه البهائم))رواه مسلم .ومن دعائه  وبعد التشهد الأخير: ((اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال)) رواه مسلم .
ما هي أسباب عذاب القبر:
1- التهاون في الطهارة وسوء الخلق: للحديث : ((إن النبي  مر على قبرين فقال: إنهما يعذبان، وما يعذبان في كبير، أما هذا فكان لا يستنزه من البول، وأما هذا فكان يمشي بالنميمة)) البخاري .
النميمة نقل الكلام للإفساد بين الناس والتنزه هو الاستبراء والتطهر للحديث: ((تنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه)) الدار قطني 
2- التهاون في الوضوء وتركه نصرة أخيه المظلوم للحديث : ((أمر بعبد من عبيد الله أن يجلد في قبره مائة جلدة فما زال يسأل الله عز وجل حتى صارت جلده فلما ضرب اشتعل عليه قبره نارا فلما أفاق قال: علام جلدتموني؟، فقيل له: إنك صليت صلاة من غير طهور ومررت على مظلوم فلم تنصره)) الطبراني .
وأمة الإسلام واقعة في هذا الإثم فكم من مستصرخ أو مستنجد تستباح أرضهم وأعراضهم وأمة الإسلام لاهية سادرة في عبثها ولهوها.
3- أو جريمة كالسرقة : كان رجل يقال له كركرة على متاع رسوله  فمات فقال النبي : ((هو في النار وإن الشملة تشتعل عليه نارا في قبره)) فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباءة قد غلها)) البخاري ومالك . والغلول: السرقة من الغنيمة. والشملة: هي الكساء من الصوف يتغطى به. يقول ابن القيم رحمه الله: فعذاب القبر عن معاصي القلب والعين والأذن واللسان والبطن والفرج واليد والرجل، ولما كان أكثر الناس كذلك كان أكثر أصحاب القبور معذبين والفائز منهم قليل فظواهر القبور تراب وبواطنها حسرات (الروح ص112-113.).
وأما أسباب النجاة من عذاب القبر:
1- أعظم أسباب النجاة من عذاب القبر هي الشهادة في سبيل الله فنسأل الله أن يبلغنا إياها بمنه وكرمه أمين.
سئل رسول الله : ((ما بال الشهداء لا يفتنون في قبورهم؟ فقال: كفى ببارقة السيف على رأسه فتنة)) (النسائي ).
ويقول: ((إن للشهيد عند الله سبع خصال: أن يغفر له من أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويحلّى حلة الإيمان، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا و ما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه)) (أحمد والطبراني .).
2- المداومة على قراءة سورة تبارك للحديث: ((إن في القرآن سورة ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له)) (أبو داود والترمذي ).
3- الأعمال الصالحة الخالصة: للحديث: ((إن الميت إذا وضع في قبره، إنه يسمع خفق نعالهم حين يولوا مدبرين فإن كان مؤمنا كانت الصلاة عند رأسه وكان الصيام عن يمينه وكانت الزكاة عن شماله وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلاة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه فيؤتى من قبل رأسه فتقول الصلاة: ما قبلي مدخل ثم يؤتي عن يمينه فيقول الصيام: ما قبلي مدخل، ثم يؤتي عن يساره فتقول الزكاة: ما قبلي مدخل ثم يؤتي من قبل رجليه فيقول فعل الخيرات من الصدقة والمعروف والإحسان: ما قبلي مدخل)) (الطبراني في الأوسط وابن حيان في صحيحه ).
4- أن يموت يوم الجمعة أو ليلتها: للحديث: ((من مات ليلة الجمعة أو يوم الجمعة أجير من عذاب القبر وجاء يوم القيامة وعليه طابع الشهداء)) (رواه أحمد والترمذي ).
5- المرابط في سبيل الله: للحديث: ((رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله وأجري عليه رزقه وأمن الفتان)) (رواه مسلم).
6- أن يحاسب العبد نفسه ويجدد توبته قبل النوم، يقول ابن القيم رحمه الله: ومن أنفع الأسباب المنجية من عذاب القبر أن يجلس الرجل عندما يريد النوم لله ساعة يحاسب نفسه فيها على ما خسره وربحه في يومه ثم يجدد له توبة نصوحا، ويفعل هذا كل ليلة فإن مات من ليلته تلك مات على توبة وإن استيقظ استيقظ مستقبلا للعمل مسرورا بتأخر أجله حتى يستقبل ربه ويستدرك ما فاته (الروح / ابن القيم ص 115). ولا سيما إذا أعقب ذلك استعمال السنن عند النوم.
7- الدعاء للميت والاستغفار والصدقة عنه ووفاء ديونه وقضاء ما قصر فيه من حج فإنه له نفع للأحاديث: ((كان النبي  إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل)) (أبو داود وقال الحاكم صحيح الإسناد ).
أن رجلا أتى النبي  فقال: ((يا رسول الله إن أمي افتلتت نفسها (فاجأها الموت) ولم توص واظنها لو تكلمت تصدقت أفلها أجر إن تصدقت عنها؟ قال: نعم)) (رواه الشيخان ).
وأما موقف المسلم:
الإيمان المطلق والتصديق الذي لا شك فيه فالله ربنا ونحن عبيده، ورسول الله  نبينا ونحن أتباعه وصدق الله العظيم:  ومن أصدق من الله حديثا   (النساء:87).   وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى   (النجم:3-4).
إن عذب القبر ونعيمه غيب كما أن الجنة والنار والملائكة غيب ومن سمات المؤمنين قال تعالى:  الذين يؤمنون بالغيب   (البقرة:3).
إن للنفس أربع دور كل دار أعظم من التي قبلها.
الأولى (في بطن الأم) حيث يتخلق فيه وتنفخ فيه الروح.
الثانية (دار الدنيا) وفيها يكتسب العبد الحسنات والسيئات.
الثالثة (دار البرزخ) وهي أوسع ونسبتها إليه كنسبة هذه الدار إلى الأولى.
الرابعة (دار القرار) وهي الجنة أو النار فلا دار بعدها:  فتبارك الله أحسن الخالقين (المؤمنون:14).
هاشم محمدعلي المشهداني
شارك الموضوع